المركز الخيري للإرشاد الاجتماعي والاستشارات الأسرية مؤسسة خيرية تسعى لسد النقص القائم في الخدمات الاجتماعية في المملكة العربية السعودية سواء المقدمة من أجهزة ومؤسسات الدولة أو من المؤسسات والجمعيات الأهلية.
فالخدمة التي يقدمها المركز هي أبعد من الدراسة والحلول، وهي خدمات غير ملموسة بشكل مباشر، فليست مالاً يقدم لمحتاج، ولكنها نصيحة قد تغير من حياته، وعلى رغم وجود الكثير من المؤسسات الاجتماعية القائمة فإنه لا يوجد منها ما يهتم بتقديم الإرشاد والتوجيه الأسري من حيث كيفية مواجهة المشكلات التي قد تعترض طريقها، سواء كانت مشكلات زوجية أو اضطرابات أسرية أو مشكلات تتعلق بتربية الأبناء أو اي مشكلات اجتماعية أخرى.
فمعظم المؤسسات الاجتماعية القائمة لها شروط محددة تقبل أو ترفض على أساسها استقبال الحالات والمساعدة. والمركز بذلك لا يكرر طبيعة عمل الجمعيات والمؤسسات الاجتماعية الأخرى .
المركز يقدم الاستشارات الاسرية لكل الجنسين النساء ، الرجال ويعمل فيه فريق من المتخصصين المهنيين، ويديره الدكتور سامي بن عبدالعزيز الدامغ، أستاذ الخدمة الاجتماعية المشارك بقسم الدراسات الاجتماعية بجامعة الملك سعود.
“في العام 1415هـ 1995م، عرضت الفكرة على والدي فأيدها كثيراً وحثني على تحقيقها وبدأنا في محاولة ترجمتها إلى واقع، وكان للدكتور سامي الدامغ دور كبير في ذلك”.
والمركز الذي افتتح قبل ثلاث سنوات تأخر في استقبال الحالات حتى الآن.
وتقول الأميرة منيرة : “كان لا بد من تجهيزات عدة، فضلاً عن الحاجة إلى تعريف المجتمع بوجودنا، لأن فكرة المركز جديدة وتحتاج إلى وقت حتى يتقبلها الأفراد.
وكان علينا تلمس حاجات أفراد المجتمع ومعرفة مشكلاتهم، بالإضافة إلى أننا كنا بحاجة إلى إيجاد قاعدة علمية ننطلق منها في ممارسة عملنا، وذلك بإجراء الأبحاث والدراسات، وتكليف المتخصصين بتأليف الكتب المهنية المتخصصة في موضوعات نحن بحاجة لها وتخلو المكتبة العربية منها، وذلك حتى نستطيع ممارسة العمل على أساس علمي سليم”.
ويسعى المركز الخيري إلى إحداث التنمية الأسرية عن طريق تقديم الخدمات الاجتماعية الوقائية والعلاجية للمشكلات الأسرية، ووقاية افراد المجتمع من المشكلات الاجتماعية قبل تفاقمها وتطورها إلى مشكلات أكثر تعقيداً.
وتقديم الخدمات الاجتماعية الاستشارية إما بالمقابلة الشخصية وإما عن طريق الهاتف.
كما يهدف المركز إلى تمكين المواطنين من الاستفادة من مصادر المجتمع المتاحة لهم لحل ما يواجههم من مشكلات اجتماعية عن طريق تحويلهم إلى المؤسسات المختلفة وتوجيههم للاستفادة السليمة منها.
ويسعى أيضاً الى تطوير المعرفة العلمية عن طريق إجراء البحوث والدراسات المرتبطة بنشاطه، وتقديم الخدمات التعليمية والتثقيفية، إما عن طريق المركز نفسه أو عن طريق الجمعيات والمؤسسات المجتمعية الأخرى.
وتم إعداد مكتبة تضم مجموعة من الكتب الحديثة المتخصصة في مجال العلاج الأسري والإرشاد النفسي والاجتماعي، بالإضافة إلى كتب المناهج والإحصاء وكتب الخدمة الاجتماعية بشكل عام.
وتعتبر مكتبة المركز المكتبة الأكثر تخصصاً في مجال الخدمة الاجتماعية والعلاج الأسري والإرشاد النفسي والاجتماعي في السعودية، وآخر اصدارات المركز كان دليلاً للخدمات الاجتماعية في مدينة الرياض، يعتبر الأول من نوعه من حيث شموليته ودقة المعلومات التي يحتويها، ويهدف إلى التعريف بالخدمات الاجتماعية ومصادرها المتاحة في مدينة الرياض ليسهل الحصول على الخدمات الاجتماعية للمحتاجين إليها.
ويسعى المركز حالياً إلى تأليف مجموعة من الكتب التي تحتاجها المكتبة العربية ومهنة الخدمة الاجتماعية بشكل عام، عن العلاج الأسري والإرشاد الاجتماعي والمقاييس النفسية والاجتماعية والخدمة الاجتماعية الإكلينيكية. وتعكف على تأليف تلك الكتب مجموعة من أصحاب الاختصاص السعوديين في مجال الارشاد والاجتماع الذين تميزوا بخبرات طويلة في تدريس الخدمة الاجتماعية وممارستها عملياً في المؤسسات الاجتماعية المختلفة.
ويتبنى حالياً إصدار أول موسوعة عربية في الخدمة الاجتماعية يشارك فيها أساتذة متخصصون من جميع دول العالم العربي، سيتم من خلالها حصر مجالات الخدمة الاجتماعية وموضوعاتها. ومن إنجازات المركز المتميزة وضعه الميثاق الأخلاقي للعامل الاجتماعي لكي يحاسب على أساسه في المؤسسة الاجتماعية التي يمارس عمله فيها.
ويقوم الميثاق الأخلاقي على مجموعة من الأسس أهمها السرية والخصوصية ومسؤولية العامل الاجتماعي الأخلاقية، ومسؤوليته تجاه صاحب العمل والمؤسسة التي يعمل فيها وتجاه العمل الاجتماعي المهني.
ومن الأهداف التي يطمح المركز حالياً إلى تحقيقها التوسع فى نطاق خدماته وأنشطته المختلفة وافتتاح فروع له في مناطق أخرى في السعودية.